فــــــــــــى ليلــــه مطـــــــــــــــر

فــــــى ليلــــه مطــــــــر

في ليالي الشتاء يصبح للحزن طعم .. وللشجن ملمس .. وللصمت صوت .. وللمطر إيقاع

يصبح للنافذة المغلقة جناحان يحلقان إلى بعيد ...

كانت العواصف بالخارج تهز الأشجار وتهز قلبي .. فتتساقط ثمار الذكريات وتولد على الأغصان زهور تنتظر قدوم الربيع .

جلست وحيدا قرب مدفأة قديمة من عمر طفولتي في مقعد وثير أختبئ فيه من البرد والحيرة وهناك همس موسيقى يتمشى فوق الأشياء وضوء خافت يحرض على التأمل .

كأرجوحة في مدينة ألعاب ساحرة مضت بي إلى الحياة .. إلى السحاب .. ثم أعادتني إلى الأرض ... تسافر بي كحلم وترجع معي كواقع ..

ولكن ... هل يخرج الحلم من الروايات ..؟ هل تتحقق نبوءة الأبراج ..؟

أحيانا نصبح بحاجة لتصديق الأوهام إذا دقت بابنا .. ونفسح لها الطريق بلا حذر ولا تفكير ولا هدنة , فتدخل وتستقر عابثة بكل ما فينا من أحاسيس ومشاعر . وقد فعلت ذلك ....!

كنت بحاجة إلى من يسكنني حتى لا تقتلني الوحدة , فأطفأت مصباح عقلي حتى لا أفرق في الظلام بين الحقيقة والخيال ... وعشت قصتي .

( إننا نتحول إلى مؤلفين مبدعين إذا ما أردنا أن نرحل إلى عالم لا نملك حق العثور عليه )

وفجأة جف الحبر ولم يعد هناك ورق . أفقت على صور كثيرة جرحتني . نزف معها كل الحلم الجميل . وكان الألم عظيما – كلعبة مكسورة- بمساحة القلب المجروح وبعمق المشاعر الممزقة وظل الألم يكسوني كلما ابتعدت .

ولكن الليلة لم تكن مثل باقي الليالي ...
يكت السماء بقسوة من كل القسوة وكان المطر يغرق الطرقات والبرد يتسلل من النافذة المغلقة والمدفأة تسرب لي إحساسا رائعا بالدفء والــ .... ؟

ربما انتهى العبث ... أو أن جولييت ماتت وشعرها الغجري احترق ووجهها القمري انكسر ربما تخلصت من ماض وضعته فوق جبيني حبات النجوم .. كان بالصدفة من صنع القدر .
وها أنا الآن أنزعه من دفتري وأنفخ فيه فينطفئ ... ونمت بعفوية

وعند الصباح ... عدت أستمع لأغنيتي المفضلة دون أن يزورني الألم أو الندم , وكان المطر بالخارج يشتد كأنه يعزف لحنا جديدا ...

والله روعه هاي الخاطره ليث بس كل هذا صار بل مطر لعد لو ينقطع المطر شلون الله اليستر